الذبحة الصدرية: قاتل يهدد القلوب السعودية
د.محمد مصطفى حسين مغربي استشاري أمراض القلب والشرايين
تعتبر الذبحة الصدرية اكثر الامراض القاتلة في العالم خصوصاً في الدول المتقدمة. والمملكة العربية السعودية من الدول التي شاع فيها هذا المرض حتى أصبح يصيب الناس في الثلاثينيات من العمر بعد ان كان مقتصراً على كبار السن فقط. وخطورة الذبحة الصدرية لا تقتصر على المعاناة من المرض فحسب، بل لتعرض ما يقارب نصف المرضى للموت المفاجئ.
القلب هو الجهاز الذي لا يمكن للحياة ان تستمر بدونه، فوزنه لا يزيد عن 300 غرام وحجمه لا يتجاوز قبضة اليد. ويتكون القلب من اربع غرف: الاذين الأيمن الذي يأتي اليه الدم العائد من الجسم الحامل لثاني أوكسيد الكربون ليصبه في البطين الأيمن الذي يضخ بدوره الدم إلى الرئتين. وبعد ان يتم استبدال ثاني أوكسيد الكربون بالأوكسجين بواسطة الرئتين، يتدفق الدم إلى الأذين الأيسر ومنه إلى البطين الأيسر. لهذا تعتبر وظيفة البطين الأيسر الأهم لأنه المسؤول عن ضخ الدم إلى سائر أعضاء الجسم.
ويتغذى القلب على الاوكسجين والمواد العضوية المختلطة بالدم كسائر أعضاء الجسم بواسطة ثلاثة شرايين رئيسية:
1 - الشريان الأيمن الذي يغذي الاذين الايمن والبطين الأيمن.
2 - الشريان الأيسر الأمامي ويغذي البطين الايسر والجدار الفاصل بين البطينين.
3 - الشريان الأيسر الجانبي الذي يغذي الاذين الايسر والجزء الجانبي من البطين الايسر.
والعوامل المساعدة على حدوث الذبحة الصدرية متعددة ومتنوعة وأهمها:
- السمنة.
- مرض السكري
- التدخين
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الرجال بعد الخامسة والأربعين من العمر والنساء بعد انقطاع الطمث.
تسعة وتسعون بالمائة من اسباب المرض هو انسداد الشرايين التاجية المغذية للقلب، وأهم اسبابه هو تراكم الكوليسترول على الجدار الداخلي للشرايين الذي يبدأ في سن مبكرة (الخامسة عشرة تقريباً) ومع مرور السنين، تزداد طبقة الكوليسترول الملتصقة بالجدار الداخلي فيضيق الشريان ويقلل من تدفق الدم لتغذية عضلات القلب بالاوكسجين. هذه المرحلة تسمى قصور الشرايين التاجية. وتظهر اعراضه عندما يحتاج القلب إلى كمية أكبر من الاوكجسين للقيام بمجهود اكثر من العادي. فعندما يقل المجهود، يزول الألم دون ان تتلف عضلات القلب.
ولكن عندما ينفصل جزء من طبقة الكوليسترول عن جدار الشريان يتسبب الانفصال بنزيف داخلي في نفس جدار الشريان وتتراكم الصفائح الدموية لايقاف النزيف داخل الشريان (تجلط الدم). وبسبب تجلد الدم داخل الشريان، ينسد الشريان لحد كبير ويمنع وصول الاوكجسين والدم لعضلات القلب. وبخلال فترة قصيرة تتلف العضلات وتموت بسبب هذا الحرمان وهذه هي المرحلة الخطرة من المرض حيث يتعرض المريض خلالها لعدد من المضاعفات والتي منها:
- الفقدان التام لوظيفة العضلة.
- تمزق العضلة المصابة.
- تمزق جدار القلب.
- فشل القلب.
- عدم انتظام نبضات القلب أو
- الموت المفاجئ.
أعراض الذبحة الصدرية غالباً ما تكون الاحساس بثقل شديد أو ألم في منتصف الصدر ( بين الثديين) مصحوباً بضيق التنفس والعرق وآلام أو تخدير في الجهة اليسرى من الجسم. وقد يظهر الألم او التخدير في الفك السفلي - الرقبة - الكتف الايسر - الذراع الأيسر - أعلى البطن، سواء كانت هذه الاعراض مجتمعة أو منفردة. وغالباً ما يشبه المريض الالم بالاحساس بالموت. وهذه الاعراض قد لا تظهر جميعها في نفس الوقت. فمن الممكن ان يشعر المريض بألم وتخدير في الفك السفلي فقط دون الم الصدر او اي من الاعراض الاخرى. لذلك يجب على من تجاوز الاربعين من العمر وشعر بأي من الاعراض السالف ذكرها، ان يسارع إلى الطبيب وعمل فحص شامل للقلب بالاضافة إلى تخطيط القلب الكهربائي.
اما علاج الذبحة الصدرية فيعتمد على خطورة الاصابة وتحديد الشريان المصاب والمرحلة التي وصل اليها المرض. وهنالك الكثير من التقنيات الحديثة التي تساعد على سرعة التشخيص وتقديم العلاج في الوقت المناسب. فمثلاً، قسطرة الشرايين التاجية التي يمكن بواسطتها التعرف على الشريان المصاب وتوسيعه بالبالون خلال دقائق وبدون اي تدخل جراحي.
ولحماية قلوبنا من هذا المرض الخطير، يجب مراعاة التالي:
1 - الابتعاد عن التدخين في الدرجة الأولى.
2 - المحافظة على الوزن.
3 - التقليل من الأطعمة الغنية بالكوليسترول.
4 - علاج مرض السكر بالدواء والحمية قدر الامكان.
5 - الفحص الدوري للقلب.
6 - ممارسة الرياضة بانتظام.
للأهمية القصوى
اذا شعر المريض بأي من الاعراض السابقة وتوفرت فيه العوامل المساعدة للمرض، يجب عليه اللجوء مباشرة وبأسرع وقت ممكن إلى الطبيب لأن كل دقيقة تأخير قد تفقده الأمل في النجاة.